حين تشعر بالوجع الذي ليس له دواء
يمنات
شبيب منصور
اليوم فقط ادركت باليقين بأننا شعب عظيم .. شعب ليس له مثيل .. شعب مطواع .. يرنو الي الاستقرار يبحث عن السكينة والآمان..
شعب يرضى بأقل القليل .. شعب اذا آمن بقضية لا يمكن لأي قوة في العالم أن تزحزحه قيد أنملة عن معتقده وقضيته..
شعب عظيم و رائع بكل ماتحمله الكلمة من معنى، لكن و بالمقابل هو مبلي بنخبة سياسية و ثقافية لا تتسق اطلاقا مع ما يملكه هذا الشعب من خصال، قل ان تجد لها نظير … نخبة فاشلة فاسدة يتصدرها ارذل البشر..
نخبة كل همها كرسي السلطة .. تتصارع من اجل الحفاظ على لوبيات شفط كل مقدارات هذا الوطن، تختفي وجوه و تظهر وجوه، و يتم تفريخ أحزاب و منظمات و كيانات و الهدف واحد و هو استمرار الايغال في تدمير كل شيء .. الاستمرار في الفساد و الفساد المقنن..
نخبة تدعي وصلا بهذا الوطن والوطن عنهم بعيد..
آه ياوجعي اليوم فقط تيقنت بانعدام الامل و انكسار الأحلام و تلاشي كل الصور المزركشة و الملونة التي باتت نخبنا تتلاعب بها و تصورها على أنها القادم الأجمل و الجنة المنتظرة..
اليوم و لأول مرة اشعر بقتامة الواقع و ضبابية المستقبل … اليوم و لأول مرة أشعر بالوجع من الأعماق على هذا الشعب الذي أنا فرد منه .. أشعر بالخديعة تحيط بي من كل الجهات .. أشعر بالتضليل الممنهج الذي عشته و أعيشه مع هذا الشعب..
اليوم فقط و دوننا عن كل أيامي الماضية التي كان بصيص الأمل و ألوان الصور الزاهية التي رسمت لنا من نخبنا السياسية و الثقافية يعطيني دافع لتبرير كل الانتكاسات المتلاحقة التي نعيشها تباعا … اليوم فقط شعرت بضيق الأفق و انعدام الرؤية … شعرت بالخوف من الآتي على مستقبل أطفالنا و الاجيال القادمة. …
اليوم فقط أجد في نفسي رغبة ملحة لأكيل وابل من الشتائم و السب القبيح لكل من تداول على حكمنا في ماضينا و حاضىرنا و لكل النخب التي ساعدتهم في تغييبنا … اليوم أشعر بالغل و الغبن .. أشعر برغبة الانتقام تجتاحني..
أشعر برغبة في ايلام من كانوا السبب أو على اقل تقدير نفيهم إلى اقصى مكان يبعد عنا و عن وطننا..
اليوم أنا موجوع حد الثمالة، و ليس لوجعي من دواء فما عادت الدموع تجدي و لا الكتابة تفيد..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا